كلمة رئيس المؤتمر الدكتور سامى حسين المبروك
إن تغير المناخ هو أزمة هذا العصر، والمناخ يتغير بسرعة أكبر مما كنا نخشى. غير أننا لسنا بالمطلق عاجزين عن مواجهة هذا التهديد العالمي. يعتبر تغير المناخ القضية الحاسمة في عصرنا، ونحن الآن أمام لحظة حاسمة. فالآثار العالمية لتغير المناخ هي واسعة النطاق ولم يسبق لها مثيل من حيث الحجم، من تغير أنماط الطقس التي تهدد الإنتاج الغذائي، إلى ارتفاع منسوب مياه البحار التي تزيد من خطر الفيضانات الكارثية. إن التكيف مع هذه التأثيرات سيكون أكثر صعوبة ومكلفا في المستقبل إذا لم يتم القيام باتخاذ إجراءات جذرية الآن.
إن الكارثة التي وقعت في مدينة درنة في ليبيا هي مثال آخر على ما يحدثه تغير المناخ من تأثيرات على المجتمعات خاصة الهشة و الذى شهدناه في عاصفة دانيال التي تحولت الى كارثة إنسانية و مادية ، مما أدى إلى خسارة الآلاف من الأرواح. إن العدالة المناخية والعدالة الاجتماعية، هما وجهان لعملةٍ واحدة. إذ يعتبر هذان المفهومان المترابطان من المسائل الحيوية التي تُساهم في تحقيق وبناء مستقبلٍ أكثر إنصافاً واستدامةً للجميع.
وتشير منصة العمل المناخي بالأمم المتحدة إلى أن مصادر الطاقة المتجددة موجودة في كل مكان حولنا، ما يعني أن استثمارها خيار لا بد من اللجوء إليه للحد من الانبعاثات والمضي نحو تصفيرها؛ ومن ثم تحقيق الأهداف الخاصة باتفاقية باريس للمناخ
أخيرا يجب أن نأخذ تهديد تغير المناخ على محمل الجد ولا ينبغي أن يقتصر هذا الوعي على العلماء فقط، بل من الضروري أن ننقل هذه المعرفة إلى عامة الناس.
نسال الله التوفيق و السداد لتحقيق أهدافنا في هذا المؤتمر الاول للتغير المناخي و التنمية المستدامة في ليبيا و يكون الانطلاقة لحل و التخفيف من المشاكل و التهديدات الناجمة من التغير المناخي بليبيا و المساهمة بشكل فعال مع العالم في وضع سياسات و استراتيجيات للتقليل من الانبعاثات الكربونية.